يشهد الشارع الرياضي السعودي حالة من الغضب والقلق بسبب أزمة عدم نقل مباريات المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهو ما أثار موجة من الاستياء بين جماهير الأخضر. ففي ظل توقعات الجماهير لمتابعة مباريات المنتخب على القنوات المحلية، تصاعدت الأصوات المطالبة بالتدخل والإصلاح في طريقة بث هذه المباريات، خصوصًا وأنها تحمل في طياتها أهمية كبيرة للمشجعين الذين يعتبرونها جزءًا أساسيًا من هويتهم الرياضية.
تصريحات وليد الفراج
في برنامج “أكشن مع وليد”، تحدث الإعلامي المعروف وليد الفراج عن هذه الأزمة التي أدت إلى حرمان الآلاف من متابعة لقاءات الصقور على الشاشات السعودية. وقد جاء تعليقه واضحًا وحازمًا عندما أشار إلى أن هذه المشكلة ليست مجرد مسألة مالية يمكن حلها بسهولة، بل إنها تمثل خللاً في النظام يصب في مصلحة بعض الأطراف على حساب جمهور الوطن. حيث قال الفراج: “لو الأمر متعلق بدفع الأموال، لن يغلبنا أحد في هذا الأمر”، في إشارة إلى أن القضية تتعدى حدود المال لتصل إلى نزاعات تنظيمية وإدارية تؤثر على حقوق المتابعين.
ردود فعل الجماهير
من ناحية أخرى، جاءت ردود فعل الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتؤكد أن ما يحدث لا يرضي محبي الأخضر، الذين يرون في هذه الأزمة تجاهلًا واضحًا لرغباتهم وتجاهلًا لمطالبهم المشروعة. فقد عبر عدد كبير من المشجعين عن استيائهم الشديد من عدم بث مباريات المنتخب السعودي، معتبرين أن متابعة المباريات هي حق أساسي لأي مشجع، خاصةً في ظل أهمية التصفيات الآسيوية التي تحدد مستقبل المنتخب في المشاركة بكأس العالم 2026.
دعوة للإصلاح
أثارت تصريحات وليد الفراج جدلاً واسعًا بين محبي الكرة السعودية، حيث شدد على أن “الأمر لن يمر مرور الكرام” إذا استمر هذا الوضع على ما هو عليه. وقد بدا أن الإعلامي يدعو السلطات والمسؤولين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح مسار بث المباريات، معتبرًا أن الجماهير لن تقبل التهميش المستمر لما تقدمه القنوات المحلية من تغطية ناقصة للمنتخب الوطني. وأضاف أن الشعب السعودي يستحق متابعة جميع المباريات دون انقطاع أو تأخير، وأن حقوق المشجعين يجب أن تكون من أولويات الجهات المسؤولة عن تنظيم البث الرياضي.
تأثير الأزمة على الجماهير
لا تقتصر أهمية هذه القضية على الجانب الإعلامي فقط، بل تتعداه إلى التأثير المباشر على الحالة المعنوية للجماهير وأيضًا على صورة المنتخب الوطني أمام الرأي العام. ففي الوقت الذي يحرص فيه المشجعون على رؤية أخضر الوطن يتأهل إلى كأس العالم، تُعد المباريات وسيلة لتوحيد الصفوف وتعزيز روح الفخر والانتماء. إن حرمان الجماهير من متابعة اللقاءات لا يؤثر فقط على تفاعلهم مع الأداء الفني للمنتخب، بل قد يخلق أيضًا فجوة في التواصل بين إدارة الرياضة والجماهير، مما قد يؤثر سلبًا على الدعم الشعبي الذي يحتاجه المنتخب لتحقيق النجاح في التصفيات.
الوضع في التصفيات
يأتي الوضع في مجموعة التصفيات لتضيف بُعدًا آخر لهذه الأزمة؛ إذ يحتل المنتخب السعودي حاليًا المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، خلف اليابان المتصدرة بـ19 نقطة وأستراليا الوصيفة بـ10 نقاط. ويتبقى أمام الأخضر ثلاث مباريات قادمة؛ مباراة مرتقبة ضد اليابان تليها لقاءات مع البحرين وأخيرًا أستراليا. وفي ظل هذه المعطيات، فإن أي خلل في بث المباريات يمثل خسارة كبيرة للجماهير التي تتابع عن كثب أداء المنتخب في منافسة حاسمة قد تحدد مصيره في التأهل إلى كأس العالم 2026.
دور الإعلام في نقل صوت الجماهير
كما يبرز في هذه القضية أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي في نقل صوت الجماهير إلى المسؤولين. فتصريحات وليد الفراج التي تصف الوضع بأنه “لن يمر مرور الكرام” تعد بمثابة دعوة مفتوحة للتغيير والإصلاح. وفي ظل تزايد حدة الأصوات والانتقادات من كافة الأطراف، يصبح من الضروري أن يتحرك المسؤولون بسرعة لمعالجة هذه المشكلة، وإلا فإن الخسائر قد تتراكم ليس فقط على صعيد المتابعة الجماهيرية، بل قد تؤثر أيضًا على سمعة الرياضة السعودية دوليًا.
الخلاصة
إن الأزمة الحالية تبرز أهمية العمل المشترك بين الهيئات الرياضية، ومزودي خدمات البث، والإعلام الرياضي لتقديم أفضل تجربة ممكنة للمشجعين. ولا شك أن حل هذه المشكلة سيكون له تأثير إيجابي بعيد المدى على تطوير الرياضة السعودية وتعزيز ثقة الجمهور في النظام الرياضي. كل ذلك يؤكد أن كرة القدم ليست مجرد لعبة تُلعب على أرض الملعب، بل هي ثقافة وشغف يجمع بين قلوب الملايين، ويستحق أن تُعرض بكل وضوح واحترافية على شاشات الوطن.
