انطلاقة مذهلة لجوهرة أياكس عبد الله وزان في قلعة ريال مدريد
في مفاجأة غير متوقعة أخطف الفتى المغربي الهولندي عبد الله وزان الأضواء عندما أعلن ريال مدريد ضمه إلى صفوفه في سن السادسة عشرة فقط بعد أن تألق في صفوف أكاديمية أياكس العالمية وفرض نفسه بسرعة كنموذج للاعب عصري يجمع بين قدرات بيلينجهام وذكاء زيدان
رحلة النجم الصاعد
ولد عبد الله وزان في أمستردام لأبوين مغربيين وبدأ مسيرته الكروية في نادي Zeeburgia المحلي قبل أن تنجذب إليه عدسات كشافي أياكس عام 2016 وهو في السابعة من عمره بفضل براعاته والقدرة على المراوغة تحت الضغط وخلال سنوات قليلة ترسخت مكانته كواحد من ألمع المواهب في أهم أكاديمية أوروبية مختصة بتخريج نجوم كبار مثل يوهان كرويف وماركو فان باستن ودينيس بيرغكامب
صيد ثمين لأغنى الأندية
لم يكن الأمر مفاجئاً لعشاق الكرة أن تحرص أياكس على ضم وزان مبكراً إلى صفوف فرق الفئات السنية ورغم محاولات تمديد عقده وتجديد رغبته بالبقاء في هولندا لمدة أطول إلا أن ريال مدريد الذي تتبع خطواته منذ ظهوره في منتخب المغرب تحت 17 عاماً قرر اختطافه ويأتي هذا الانتقال بمثابة إنذار لكبرى أندية أوروبا بأن صفقات المستقبل أصبحت تُحسم منذ مرحلة الأكاديمية
أداء مميز مع أسود الأطلس
تفجرت موهبة وزان على المستوى الدولي عندما اختار تمثيل منتخب المغرب للشباب وقد قاده إلى لقب كأس الأمم الأفريقية تحت 17 عاماً بعد سلسلة مباريات أظهر فيها قدرة فائقة على السيطرة على وسط الملعب وتمريرات مفتاحية مكنت الزملاء من التسجيل بمهارة عالية ونال جائزة أفضل لاعب في البطولة بفضل رباطة الجأش والقدرة على اتخاذ القرار في الثواني الحاسمة
تقنيات تذكرنا بالأساطير
يمتاز وزان بطلاقة في المراوغة وقدرة على تغيير أسلوب اللعب بسرعة مفاجئة تشبه إلى حد بعيد ما كان يقوم به جود بيلينجهام في أستون فيلا مع دقة توجيه تمريرات تتمتع بحدة ووضوح يشبهان تأثير زين الدين زيدان في ريال مدريد ويضيف إلى ذلك تناسق بدني وقدرته على التسديد القوي من خارج المنطقة مما يجعل خط دفاع أي فريق في حالة رعب عند تلقيه للكرة قرب منطقة الجزاء
قرار تاريخي وصراع الأندية
عندما وصل عرض ريال مدريد فاكتسحت المفاضلة قرارًا نهائيًا بانتقاله للقلعة البيضاء حيث وقع على عقد يمتد لسنوات عدة يبدأ بالانضمام إلى فريق ريال مدريد كاستيا لتعزيز الخزان البشري في خط الوسط قبل مرحلة التصعيد التدريجي للفريق الأول وجاءت قيمة الصفقة لتعكس تقدير الإدارة الرياضية لأهمية الابتعاد عن ضغوط التأهيل السريع ومنحه فرصة التأقلم مع فلسفة النادي
استراتيجية البناء طويلة الأمد
يعتمد ريال مدريد في خططه على اكتشاف المواهب منذ الصغر وتهيئتها داخل مدرسة فنية تمنحهم أسس التكتيك العالي والفهم العميق للعبة ورغم كثرة النجوم في سانتياجو برنابيو إلا أن سياسة النادي لا تزال تقوم على دمج الأسماء الواعدة تدريجياً في الفريق الأول كما حدث سابقاً مع النجم الشاب فيدي فالفيردي والصاعد رودريغو جوس فلكل هاتين التجربتين إرث أمل للنجم الجديد عبد الله وزان
أصداء الصحافة والجماهير
تفاعل متابعو مواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات الإعلامية الرياضية مع نبأ انتقال وزان بكثافة حيث تبادلوا مقاطع تُبرز لقطاته أمام المنافسين في كأس أفريقيا واعتبر الكثيرون أن الصفقة تبشر بجيل جديد يسعى لتجديد دماء القلعة البيضاء وأشاد محللون فنيون بسرعة إغلاق الميركاتو الصيفي لضم لاعب لديه القدرة على صنع الفارق رغم صغر سنه
تحديات ومسؤوليات مبكرة
يدرك وزان أن الرحلة في ريال مدريد لن تخلو من التحديات في ظل التنافس القوي على المنظومة الخططية وضرورة إثبات وجوده أمام أقرانه من خيرة شباب أوروبا لكنه يحظى بدعم فني مميز من الجهاز المدرب وتوافر مرافق متقدمة للتدريب الفردي وتحليل الأداء عبر البيانات الرقمية مما يعده أساساً للتحول إلى نجم يستحق المجد الأبيض
آفاق المستقبل
يتوقع أن يخوض وزان أولى مبارياته الرسمية بقميص كاستيا في دوري الدرجة الثالثة الإسباني قبل أن يحصل على فرص محدودة مع الفريق الأول في الكأس أو في مباريات الدوري التي تسمح بتدوير التشكيلة ويؤكد عشاق النادي أن تتويجه باللقب المحلي أو حتى تسجيله أول هدف له أمام الجمهور سيكون لحظة فارقة تعيد إلى الأذهان قصة أساطير صنعْنَ أمجاد النادي عبر أجيال مختلفة
بينما يستعد ريال مدريد للتنافس على الألقاب الكبرى يؤكد انضمام عبد الله وزان نية الإدارة على المدى الطويل لبناء هيكل فني مستدام يعتمد على دماء شابة مدربة بعناية وروح الفوز وأخلاقيات النادي العريقة وعلى الجمهور الإيطالي والإسباني والعالمي أن يترقب ظهور هذه الجوهرة الجديدة التي قد تحمل الكثير من المفاجآت وتعيد كتابة فصول جديدة في تاريخ كرة القدم الأوروبية والعالمية.
