صدمة كتالونية برفض فتح كامب نو وتهديد موسم برشلونة
عاشت أروقة نادي برشلونة لحظات من القلق والتوتر بعد إعلان مجلس مدينة برشلونة رفضه منح الترخيص اللازم لإعادة افتتاح ملعب كامب نو الأمر الذي يوضح حجم المخاوف الأمنية والإجرائية المحيطة بعودة العملاق الكتالوني إلى عقر داره بعد غياب تجاوز العامين
ملابسات القرار
أوضح مجلس المدينة في قراره الصادر مؤخراً أن العودة المعلنة من قبل إدارة النادي يوم 25 يونيو من خلال بيان رسمي للعب أول مباراة رسمية أمام كومو الإيطالي في كأس جوان جامبر يوم 10 أغسطس تبدو مستعجلة وغير قابلة للتنفيذ حالياً ويعزو المجلس رده إلى عدم اكتمال الفحوصات الفنية للمنشأة وسوء التقدير للجدول الزمني لأعمال التجديد والبنى التحتية الجديدة
تحذير من وقوع كارثة
حذّر مسؤولو المدينة من احتمال تعرض الفنيين المكلفين بمنح التراخيص للمساءلة الجنائية في حال وقوع أي حادث بسبب الإهمال أو نقص التدابير الوقائية وأكدت جهات مختصة أن الموافقة على فتح أبواب الملعب أمام 60 ألف متفرج دون اجتياز كافة اختبارات السلامة يمثل مغامرة قانونية وإنسانية لا يمكن تجاهلها
ردود فعل داخل النادي
تراوحت ردود الفعل بين دهشة وقلق حيث عبرت نائبة الرئيس إيلينا فورت عن استغرابها من موقف المجلس ووصفت تصريحات الأخيرة بالتشاؤم المبالغ فيه فيما شدد جوان لابورتا رئيس النادي على احترامه للقرار مؤكداً أن ناديه لا يسعى لتجاوز القوانين ولكنه سيعمل على تقديم جميع المستندات المطلوبة بأسرع وقت ممكن لتأمين عودة آمنة لجماهير الفريق

السيناريو السابق والتهديد المتجدد
لا تنحصر مشكلة تأجيل العودة في الوقت الراهن بل تتكرر ذكرى فشل خطة نوفمبر 2024 عندما أعلن النادي عن استعداده لفتح أبواب كامب نو احتفالاً بمرور 125 عاماً على تأسيسه ولكن الأعمال لم تكتمل آنذاك وأُجّلت المباريات المخطط إقامتها مما ترك سابقة سيئة استغلها منتقدو الإدارة الحالية لتشويه صورة قدرة النادي على إدارة مشروع ضخم كهذا
أهمية الالتزام بالمعايير الدولية
ينطبق على ملعب كامب نو حالياً أحدث معايير الاتحاد الدولي للسلامة في الملاعب ومواصفات الفيفا لتفادي الحوادث الجماهيرية وتفتيت التدفق البشري من الممرات وساحات الانتظار وضرورة توفير أنظمة إطفاء الحرائق ومداخل طوارئ قابلة للاستخدام في دقائق وتعول جماهير برشلونة على سرعة إنجاز هذه الاشتراطات قبل منتصف يوليو المقبل لضمان منح الترخيص قبل الموعد المحدد لمباراة الافتتاح
تداعيات فنية وتنظيمية
يرهن تأجيل العودة إلى كامب نو بداية الموسم الجديد على طبيعة الملاعب البديلة حيث خاض الفريق مبارياته على ملعب مونتجويك طوال الفترة الماضية وأظهر أداءً متبايناً خاصة على مستوى الانسجام مع أرضية الميدان وضغط الجماهير مما قد يؤثر على الجاهزية الفنية للفريق واستغلال امتياز الأرض والجمهور في دورَي الليغا ودوري أبطال أوروبا

خطة الاستعدادات المكثفة
شكلت إدارة النادي لجنة فنية لقضايا السلامة تضم مهندسين معماريين وخبراء في تنظيم الحشود والوقاية من الحوادث وعقدت اجتماعات مع مسؤولي المدينة لضبط الجداول الزمنية لأعمال التركيب النهائي لأجهزة الإضاءة وكاميرات المراقبة وإنهاء صب طبقة المنافعح والأسوار الداخلية بجانب اختبار منظومة التنبيه الصوتي لضمان سهولة الإخلاء وتنسيق الدخول والخروج
دور الإعلام والجماهير
تابع الإعلام المحلي والدولي الخبر عن كثب وركزت أبرز المنصات الرياضية على احتمالية تكرار سيناريو نوفمبر الماضي فيما تفاعل المشجعون على تويتر وإنستغرام مبدين انقساماً بين مطالب بالإسراع في استكمال الأعمال وبين خشية من افتعال أي حادث جماهيري كبير يدفع بالكرة الكتالونية إلى سيناريو كارثي قبل حتى استئناف المباريات الرسمية
آفاق الحلول السريعة
يبدو الخيار الأنسب للنادي حالياً هو تقديم طلب استئناف عاجل مرفق بكامل الوثائق الفنية المحدثة والخرائط المعتمدة وتقارير التجارب الميدانية المباشرة على الأجزاء التي تم الانتهاء منها ومن ثم التعاون مع خبراء الفيفا الذين يمكنهم منح استثناءات مؤقتة بعد التأكد من أن المخاطر التقنية قد تم تحييدها أو تقليلها بما يحمي الجمهور والعاملين
تشير الوقائع الحالية إلى أن صدمة رفض ترخيص العودة إلى المعقل التاريخي لكامب نو لن تطول إذا نجحت جهود النادي في معالجة الملاحظات الفنية بأقصى سرعة كما أن العلاقات المتينة بين إدارة برشلونة ومسؤولي مجلس المدينة قد تشكل عاملاً إيجابياً لحل الأزمة بعيداً عن سياسات الإعلام السلبية ويبقى الأمل كبيراً في أن يحظى عشاق البارسا بفرصة العودة إلى الصرح الأسطوري في أقرب وقت ممكن دون أن تضيع خطط الموسم الجديد في متاهات التأجيل والإلغاء.