وسام أبو علي يزلزل الصفوة السعودية
في ليل حافل بالإثارة والمفاجآت داخل أروقة برنامج أكشن مع وليد نجح المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي في خطف الأنظار بشدة وإثارة جدل واسع بين ضيوف الحلقة والإعلامي وليد الفراج وذلك بعد الأداء الرائع الذي قدمه مع الأهلي المصري في كأس العالم للأندية فيما أثار تألقه تساؤلات عن الأسباب التي تحول دون ضمه لأندية دوري روشن السعودي رغم القدرات العالية التي يتمتع بها
تألق أبو علي في مونديال الأندية
دخل الأهلي المصري منافسات كأس العالم للأندية بآمال كبيرة حاملًا دفعة من الثقة بعد نتائجه الإيجابية محليًا وإفريقيًا ومع ظهور وجوه جديدة مثل أشرف بنشرقي ومحمد علي بن رمضان بدا الجميع يترقب قدرة الفريق على تحقيق إنجازات تليق بتاريخ القلعة الحمراء ولكن ما رفع من سقف الاهتمام هو الأداء المتوازن والجريء لوسام أبو علي الذي تألق بشراسة أمام فرق أوروبية وأمريكية من الطراز الرفيع
في المواجهة التي انتهت بالتعادل 4–4 أمام بورتو البرتغالي قدم أبو علي عرضًا هجوميًا استثنائيًا بعد أن سجل ثلاثية هاتريك أبانت عن دقة تمريراته وحسه التهديفي القاتل أمام المرمى فضلاً عن سرعته الفائقة وقدرته على قلب المواجهات لصالح فريقه بلمسات فردية رفيعة المستوى وهذا ما دفع محللي أكشن مع وليد للانبهار بمهارته والتعليق بإطراءات لا تنتهي على إمكانياته الفنية
ردود فعل ضيوف البرنامج
أثنى الصحفي غرم العمري على انضمام مهاجم منتخب فلسطين إلى الأهلي وتوقع أن يكون إضافة نوعية لفريق القرن في إفريقيا حيث وصفه بـ الصفقة الذكية التي كلفت خزائن النادي مبلغاً لا يكاد يذكر مقارنة بقيمته السوقية الحقيقية مضيفاً أن قيمة انتقاله من الهولندية إلى القاهرة (1.7 مليون يورو) تشكل مثالاً ناجحاً لاستراتيجيات البناء التدريجي داخل الأندية ولفت إلى أن الأندية السعودية تنفق مبالغ مضاعفة بدون تحقيق ناتج فني يوازي تلك الاستثمارات
على الخط ذاته نوه المعلق الرياضي علي البخيت بمتانة أداء أبو علي في الضغط على الخصم ومن ثم استغلال المساحات خلف الدفاع وأشاد بسرعة تفكيره وحسه في صنع الفارق تحت الضغط مضيفاً أن مشاهدته تقرّب للمستوى الأوروبي ما يستوجب على الأندية الكبرى إعادة تقييم سياساتها في ضم المواهب
استياء وليد الفراج
وقف وليد الفراج عند نقطة غياب الأندية السعودية عن ساحة المنافسة على ضم لاعبين من المستوى الذي ظهر عليه أبو علي فتساءل بتعجب عن أسباب ضعف الكشافين ومكاتب التعاقدات التي تعتمد غالباً على أسماء مرموقة وجنسية اللاعب بدل رؤية قدراته بشكل موضوعي كما تساءل لماذا لا تتمتع المسابقات المحلية بآليات كشف تساعد على جلب عناصر قادرة على إحداث تغيير حقيقي في الخط الهجومي للأندية ويعترض على الرتابة في الصفقات التي لا تتجاوز أسماء محدودة رغم وجود قاعدة واسعة من المحترفين العرب والأجانب المغمورين
مأزق سوق الانتقالات السعودي
تربط أندية دوري روشن شروطاً غير مكتوبة على اختيار اللاعب بعبارات مثل “محبوب الجماهير” أو “الاسم اللامع” وتقلل من قيمة اكتشاف المواهب الأقل شهرة رغم توفرها بأسعار مناسبة وقدرة فنية متميزة وهو ما أكده غرم العمري بمقارنة بسيطة بين قيمة صفقة أبو علي وقيمة صفقات أخرى ضخمة نفذتها أندية سعودية في المواسم الماضية دون مردود فني واضح أحياناً
كما تفتقد بعض الأندية خطة واضحة لدمج الصفقات داخل التشكيلة الأساسية مما يؤدي إلى إهدار الاستثمارات في صفقات تبدو كبيرة على الورق لكنها لا تحقق الأهداف المرجوة على أرض الملعب وسط ضغط الجماهير وتوقعات الرؤساء الذين يطالبون بالألقاب دون منح المهلة الكافية لتطوير اللاعبين الجدد
إنجازات أبو علي مع الأهلي
منذ انضمامه في يناير 2024 شارك وسام أبو علي في 60 مباراة رسمياً سجل خلالها 38 هدفاً وصنع 10 آخرين ونجح في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا مرتين إضافة إلى درع الدوري المصري بلعبه دوراً محورياً في المباريات الحاسمة وهو ما يبرز قدرته على التكيف سريعاً مع أجواء المنافسات الكبرى ويرفع من فرصه في أن يصبح أحد أبرز المهاجمين العرب في الموسم المقبل
أثر الدعم الجماهيري والإداري
لم يقتصر سر تألق أبو علي على إمكانياته الفنية فحسب بل ارتبط أيضاً بالدعم المعنوي الذي حظي به من مدرب الفريق والجهاز الفني الذي منحه الثقة المطلقة بعد إشراكه كأساسي في معظم مباريات البطولة إضافة إلى تحفيز جماهير الأهلي الحاشدة التي أبدت تعلقاً باللاعب منذ أول لمسة له في تدريبات الفريق وهو ما غذّى دوافعه لتحقيق المزيد من الإنجازات
رسالة للأندية السعودية
بعد هذه الإشادة الواسعة والإعجاب الذي أبداه الإعلام السعودي نفسه بمستوى أبو علي يبقى السؤال الملحّ مطروحاً حول استعداد الأندية في إعادة النظر في استراتيجياتها واكتشاف مصالحها الحقيقية بعيداً عن ضوضاء الصفقاتضخمة والاسم اللامع فالمنافسة لا تخضع دائماً للجيوب الممتلئة بل للقدرة على استثمار المواهب وتوفير بيئة محفزة للنمو الفني وهذا ما أثبته مهاجم القرن الإفريقي الجديد ببراعة لافتة للنظر
يمثّل نجاح وسام أبو علي مع الأهلي في مونديال الأندية درساً عملياً لكل الأندية التي تبحث عن صفقات رابحة بالدرجة الأولى على مستوى الأداء وليس مجرد الأسماء فالموهبة الحقيقية قادرة دائماً على لفت الأنظار وإحداث الصدمة الإعلامية مهما كانت الظروف وأصعب المنافسات.