اعتقال مراهق يزلزل السوشيال ميديا بعد تهديده لموراتا وعائلته
في حادثة صادمة هزّت الرأي العام الرياضي والإعلامي في إسبانيا ألقت السلطات الأمنية في مدينة مالقة القبض على شاب يبلغ من العمر 19 عاماً إثر توجيهه تهديدات صريحة بالقتل للمهاجم الإسباني ألفارو موراتا وأفراد أسرته عبر حسابه الرسمي على وسائل التواصل الاجتماعي لتتوالى ردود الفعل بين الشجب والإدانات من قبل الأندية والجماهير والهيئات الرياضية
ضبط المشتبه به
وفقاً لتقرير صادر عن هيئة كوب الصحفية تم رصد سلسلة من المنشورات على إنستجرام وتويتر تضمنت عبارات عنيفة ومباشرة تستهدف حياة موراتا الشخصية وأطفاله بالتحديد بعد ساعات من خسارة إسبانيا نهائي دوري الأمم أمام البرتغال في ألمانيا وفشل قائد منتخب لا روخا في تنفيذ ركلة الجزاء الحاسمة وهو ما أشعل غضب بعض المتطرفين على مواقع التواصل
وفي تفاصيل عملية الاعتقال فقد تلقّت شرطة الإنترنت الإسبانية بلاغات متعددة من متابعي حساب موراتا الرسمي تفيد بوصول رسائل مسيئة تحمل تهديدات بالقتل للهداف الدولي وبينما كان العديد من المستخدمين يحاولون حجب هذه المشاركات وإبلاغ المنصة الرقمية لم تتم الاستجابة الفورية مما دفع المجموعة الوطنية لمكافحة الجرائم الإلكترونية إلى التنسيق مع شرطة مالقة لتتبع عنوان الـ IP الخاص بالمشتبه به وتمكنت وحدة التحقيق الجنائي من تحديد مكانه قبل أن يلوذ بالفرار
أنكر واختراق الحساب
عند استجواب الشاب ادعى أن حسابه الإلكتروني تعرض للاختراق وأنه بريء مما نُشر إلا أن الفحص الجنائي لهاتفه المحمول كشف بصمات رقمية إلكترونية واضحة تثبت قيامه هو شخصياً بصياغة تلك التهديدات كما أظهرت رسائل محفوظة في سجل المحادثات والصور المنشورة من هاتفه رفضه لأي محاولات للاعتراف بالتفاصيل السابقة
ردود فعل الأسرة
من جانبها شاركت أليس كامبيلو زوجة موراتا عدة لقطات شاشة للتهديدات على حسابها الشخصي في إنستجرام معبرةً عن صدمتها الكبيرة وكتبت تعليقاً مقتضباً شددت فيه على أن التهديدات ضد الأطفال تتجاوز حدود الرياضة وتدخل في نطاق الجريمة المنظمة التي لا يجب التسامح معها أبداً
دور السلطات الرياضية
سرعان ما خرج الاتحاد الإسباني لكرة القدم ببيان رسمي أعلن فيه تضامنه الكامل مع موراتا وعائلته وأكد أن أي تهديد للاعب أو لأحد من أسرته سيواجه بأقصى العقوبات المنصوص عليها في قوانين اللعبة كما طالب جميع الأندية واتحادات اللعب النظيف بالتعاون مع الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة اللاعبين في ظل تصاعد هجمات الكراهية عبر الإنترنت
بعد ذلك تدخلت رابطة الأندية الأوروبية لتذكير الجماهير بأن خطاب الكراهية والعنف اللفظي يُعد انتهاكاً لقواعد السلوك وتعرض النادي والمنظومة الكروية لعقوبات مالية وإدارية قد تصل إلى الإيقاف المؤقت عن المنافسات الدولية والمحلية
الصراعات النفسية ومخاطر التهديدات
يُشار إلى أن ألفارو موراتا سبق وأن كشف في مقابلات صحفية عن معاناته من ضغوط نفسية حادة بعد ركلة الجزاء التي أهدرها في نهائي دوري الأمم لا سيما وأنه كان يعول عليها ليرفع معنويات المشجعين الإسبان وجاءت الانتقادات اللاذعة من بعض الجماهير لتزيد من حدة معاناته رغم دعمه الكبير من زملائه في الفريق ومن الإعلام المحترف
ويحذر الخبراء في علم الاجتماع الرياضي من تنامي ظاهرة العنف اللفظي ضد اللاعبين سواء عبر منصات التواصل أو في المدرجات معربين عن قلقهم من تحول هذه الظاهرة إلى حوادث عنف جسدي إن لم تتخذ السلطات الرقابية والتكنولوجية إجراءات حاسمة لمراقبة وتعقب مثل هذه الصفحات والمستخدمين
آفاق القضية والعقوبات المحتملة
بموجب القانون الجنائي الإسباني قد يواجه المراهق المتهم تهمتي التهديد بالقتل الإلكتروني والتحريض على العنف الأسري الأمر الذي يترتب عليه عقوبات جنائية بالسجن قد تصل لعدة سنوات إضافة إلى غرامات مالية كبيرة وقد يخضع لإجراءات إعادة تأهيل نفسي واجتماعي مع منع استخدام أي جهاز إلكتروني بدون رقابة قضائية
وبينما رُحّلت القضية من قسم الجرائم الإلكترونية إلى المحكمة الجنحية المختصة بقضايا العنف ضد العائلات بدأت جلسات الاستماع الأولية بمشاركة دفاع المتهم الذين يسعون للحصول على تخفيف للعقوبة بحجة وقوعه تحت ضغوط نفسية وعائلية شديدة إلا أن المدعين العامين يؤكدون خطورة الجريمة وضرورة تطبيق الردع القانوني الصارم
تداعيات على صورة كرة القدم
لا تقتصر نتائج هذا الاعتداء على الشخص ذاته بل تمتد لتشمل منظومة كرة القدم الإسبانية والعالمية حيث باتت قصص الانتهاكات الإلكترونية تتصدر العناوين وتضع اللاعبين تحت تهديد مستمر تحول معه المنزل الشخصي إلى ساحة جديدة للصراع مع الجماهير المتطرفة والداعمين الافتراضيين دون رقابة
يذكر أن أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيك بيلباو سبق وأن طالبت الاتحاد الدولي للعبة والفيفا بوضع آلية عالمية موحدة لفرض قيود رقابية مشددة على المستخدمين المثليين الذين ينشرون خطاب كراهية أو تهديداً ضد لاعبين محترفين وأسرهم وتم اقتراح إنشاء وحدة مختصة داخل كل نادي للتدخل الفوري بمجرد تلقي بلاغ
تبقى قضية اعتقال هذا المراهق رسالة تحذير صارمة لكل من يظن أن رياضة كرة القدم تسمح بنشر العنف عبر الكلمات مهما كانت منصبه أو نجوميته فالحدود القانونية والأخلاقية واضحة ولا تتردد في حماية اللاعبين وأسرتهم من أي تهديد مهما كان مصدره منصّة رقمية أو شباك ملعب.