لابورتا يصنع زلزال الانتماء الكتالوني ويرسم خارطة الحرية الرياضية
في أحدث حلقات البودكاست الخاص بالذكرى الـ125 لتأسيس النادي الكتالوني أطل رئيس برشلونة جوان لابورتا ليرسم ملامح خاصة للعلاقة الأزلية مع ريال مدريد وكشف عن فلسفة البارسا التي تستند إلى الحرية والانتماء الحقيقي عبر أكاديمية لاماسيا الساحرة
في قصر الموسيقى الكتالونية اعتلى لابورتا المنصة خلال حلقة “برشلونة الأسلوب والإرث” من بودكاست La Llotja del 125 ليخاطب جيل المستقبل من مشجعي النادي الكاتالوني وسط حضور جماهيري لافت ضم أعضاء شرف ومجلس إدارة وبعض لاعبي فرق الشباب كما شهد اللقاء مجموعة من الأسئلة التي طرحها الأطفال بصورة عفوية لتفضح الكثير من الجوانب الخفية لصراع العنفوان بين برشلونة وريال مدريد
فرح الجماهير بالفوز والبارصا يعود لحالة الأداء العالي
بدأ لابورتا كلمته بالحديث عن الإنجازات التي حققها الفريق الأول هذا الموسم، مؤكداً أن تتويج البارسا بثلاثة ألقاب محلية أمام الغريم التقليدي كان أكثر من مجرد محصلة نتائج، بل هي رسالة مفادها أن الانتماء العميق لأبناء الأكاديمية قادر على خلق فريق قادر على الصمود أمام الضغوط وتقديم كرة هجومية استعراضية جذبت الأنظار حول العالم ولا سيما في مواجهة الملكي
اختلاف الرؤى بين الناديين خارج المستطيل الأخضر
أجاب لابورتا عندما سألته الطفلة إيريكا عن سر العداء العميق مع ريال مدريد قائلاً “هم يمثلون القوة والسلطة بينما نؤمن نحن بالحرية والتعبير الفني الذي ينبع من قلوب اللاعبين الذين رفعوا شعار النادي منذ الصغر في أروقة لاماسيا” وأضاف “فنحن لا نتعاقد مع النجوم فحسب بل نصنعهم، وهذا يعزز فكرة أن أي لاعب يرتدي قميص البارسا لا ينسى جذوره الكتالونية مهما تغيرت الأظرف”
الاعتماد على الأكاديمية يعدّ برج حرية
أكد رئيس النادي أن أبرز ما يميز برشلونة هو نظامه المؤسسي المملوك للأعضاء وليس لصاحب رأس مال أو شركة استثمارية، مشدداً على أن هذا النموذج يحمي الفريق من أي انحراف إداري أو فني ويضمن رسم سياسة انتقالات تراعي مصالح النادي ومصلحة اللاعب بعيداً عن الحسابات المالية البحتة وقال “حينما يخرج لاعب من لاماسيا ويصبح جزءاً من الفريق الأول فإننا نحتفل بالنجاح ومسيرة البناء على أسس مستدامة لا تتعثر أمام ضغوط السوق”
تحديات الموسم الصعب وكيف تغلب عليها البارسا
لم يخفِ لابورتا أن الموسم الفائت شهد صعوبات على الصعيدين الرياضي والاقتصادي لكنه رأى أن العبرة كانت في تجاوز التحديات واستعادة الثقة تدريجياً وقال “واجهنا مشاكل مالية وتغييرات في الطقم الفني لكن العمل الجماعي بين الإدارة والمدرب واللاعبين أدى إلى إعادة برشلونة إلى منصات التتويج وتأكيد قدرته على المنافسة في دوري أبطال أوروبا”
خطط الموسم المقبل وبوصلة الوصول إلى بودابست
بعد استعراض المشاريع المستقبلية تحدث نائب الرئيس الرياضي رافا يوستي عن هدف الصعود إلى نهائي دوري الأبطال في ملعب بوشكاش ببودابست عام 2026 ووصفه بأنه الحلم الذي يستحق كل جهد بقيادة طاقم فني قادر على نقل فلسفة الضغط العالي والتحكم في الاستحواذ إلى أرقى المستويات وأضاف “نطمح لرفع لقب البطولة الأغلى بين الأندية ومواصلة كتابة تاريخ يليق بهذا النادي الذي لا يعترف بالمستحيل”
عودة الفريق إلى كامب نو والإرث المستقبلي
أعلنت نائبة الرئيس للشؤون المؤسسية ماريا إيلينا فورت عن موعد استعادة أرضية ملعب سبوتيفاي كامب نو لاستضافة مباراة خوان جامبر في العاشر من أغسطس المقبل مؤكدة أن مشروع تطوير الملعب يهدف إلى الحفاظ على ملكية الأعضاء مع إضافة مرافق حديثة تعزز من تجربة الجمهور وأوضحت أن نسبة عالية من الأعمال ستكتمل بحلول خريف 2026 ما يضمن استمرار هوية الصرح دون المساس بجودة الخدمات
ردود فعل المشجعين والإعلام وتحليل الخبراء
أثارت تصريحات لابورتا تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل حيث صافحها البعض بحماسة معتبرين أن إحياء روح لاماسيا سيضمن مستقبل النادي بينما تساءل آخرون عن مدى قدرة الفريق على منافسة أندية تعتمد بشكل أساسي على الصفقات الضخمة في سوق الانتقالات وأشار محللون إلى أن التعويل على المواهب الشابة يتطلب صبراً واستراتيجيات تطوير بدني وفني مستدامة لإنجاح انتقالات الأكاديمية إلى النجومية
القوة أم الحرية من ينتصر في المعركة الرمزية
بينما يبقى التنافس على الألقاب حرباً داخل الملعب يبرز صراع الهوية بين برشلونة وريال مدريد خارج المستطيل الأخضر كأحد الأبعاد الأهم في تاريخ كرة القدم الإسبانية فعندما يتحدث رئيس البارسا عن الحرية فهو يؤكد أن النادي الكتالوني اختار طريق الفن الكروي وحرية التعبير فوق كل اعتبار بينما يواصل الملكي مشروعه على أساس القوة المالية والرعايات الضخمة وهنا يبقى السؤال: أي نموذج سينتصر في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه قواعد اللعبة باستمرار
حديث لابورتا لأطفال برشلونة لم يكن مجرد ذكرى احتفالية بل كان إعلاناً صريحاً عن سعي دائم لتأكيد أن الاعتماد على أبناء الأكاديمية هو الأساس الأمثل لبناء فريق قادر على الصمود أمام التحديات ورفع الكؤوس ثم إعادة صياغة قواعد المنافسة بين العملاقين من زاوية جديدة تختزل الفارق بين من ينظر إلى كرة القدم كفن حر ومن يعتبرها مجرد لعبة مصالح وقوة مالية.
