هل يواصل تين هاج حلم ألونسو أم يُعيد ليفركوزن لدوامة المواهب الزائفة؟
عقب موسم استثنائي قاد فيه تشابي ألونسو باير ليفركوزن لتحقيق أول لقب دوري ألماني في تاريخه، رحل المدرب الإسباني لبدء مرحلة جديدة مع ريال مدريد، لتبدأ بعدها إدارة النادي الألماني في البحث عن مدرب يواصل المشروع الطموح، لتستقر في النهاية على الهولندي إريك تين هاج، في قرار أثار كثيرًا من الجدل بين الترحيب والتشكيك.
من أياكس إلى مانشستر.. والآن ليفركوزن
تين هاج، صاحب الـ55 عامًا، يمتلك سيرة مميزة مع أياكس الهولندي، حيث قدّم كرة هجومية ممتعة مبنية على الاستحواذ، ونجح في بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2018-2019 بعد الإطاحة بريال مدريد ويوفنتوس، محققًا ثلاثة ألقاب دوري محلي، لكن صورته اهتزت بشدة خلال تجربته في مانشستر يونايتد، التي فشل خلالها في تطبيق أسلوبه رغم الإمكانيات الضخمة المتاحة.

أسلوب مشابه لألونسو لكن التجربة مختلفة
اختيار ليفركوزن لتين هاج جاء انطلاقًا من تشابه أسلوبه مع ألونسو، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد على الضغط العالي والمرونة في التموضع وبناء اللعب من الخلف، ما يسهل عملية التكيف على اللاعبين. لكن الفارق في النتائج واضح، فألونسو نجح في فرض أفكاره بسرعة، بينما واجه تين هاج صعوبات كبرى في إنجلترا، وفشل في تحقيق سيطرة فنية رغم إعادة هيكلة كاملة للمرافق وغرف التحليل وحتى عادات اللاعبين يوم المباراة.
فشل في توظيف الصفقات وتطوير اللاعبين
خلال فترته في أولد ترافورد، أنفق تين هاج ما يزيد عن 668 مليون يورو على صفقات بارزة مثل أنتوني، كاسيميرو، أونانا، ماونت، وراسموس هويلند، لكن النتائج لم تكن على قدر التوقعات، كما أن أداء هؤلاء اللاعبين لم يتطور بل تراجع البعض منهم. في المقابل، اعتمد ألونسو على تعزيزات ذكية بتكلفة بلغت 139 مليون يورو فقط، منها صفقات ناجحة مثل بونيفيس وجريمالدو، ونجح في تطوير مستوى لاعبين مثل فيرتس وتابسوبا وفريمبونج، ليقود ليفركوزن لتحقيق الثنائية المحلية في موسم 2023-2024.

مخاوف من تكرار سيناريو التصادمات
ما يُقلق جماهير ليفركوزن هو الطابع الحاد لتين هاج داخل غرف الملابس، فقد دخل في خلافات علنية مع نجوم بحجم كريستيانو رونالدو وجادون سانشو، ما ساهم في رحيلهما عن مانشستر. ويُخشى أن تؤدي مثل هذه الأجواء إلى زعزعة الاستقرار في ليفركوزن، رغم أن النادي الألماني لا يضم نجوماً من طراز رونالدو، ما قد يُقلل من فرص تكرار تلك التوترات، لكن الحذر يبقى مطلوبًا.
فيرتس وفريمبونج.. خسارة قد تكون قاتلة
رحيل فلوريان فيرتس إلى ليفربول في صفقة تاريخية بلغت 125 مليون يورو، ورغبة فريمبونج في خوض تجربة جديدة، يضعان تحديًا حقيقيًا أمام تين هاج، خاصة إذا عجز عن إيجاد بدائل بنفس الجودة، وهو ما قد يعيد الفريق إلى مرحلة إعادة البناء بدلًا من الاستمرار في طريق المنافسة.
تجربة بين الشك والطموح
شخصية ألونسو الهادئة، وقدرته على الجمع بين الانضباط الفني واحتواء اللاعبين، كانت أحد أسرار نجاحه، وهي ذات الصفات التي دفعت ريال مدريد للتعاقد معه، على أمل تكرار ما فعله في ألمانيا داخل أروقة البرنابيو. الآن، يبقى السؤال مطروحًا: هل ينجح تين هاج في الحفاظ على هذا الزخم ويعيد كتابة فصل جديد من النجاح مع ليفركوزن؟ أم تكون مهمته مقدمة لنهاية مشروع استثنائي بدأه ألونسو؟ وحده الوقت كفيل بالإجابة.